قيل ان قلب الام كبير ، وحضنها دافئ ، وصدرها حنون ، وكتفها ناعم ، واياديها بيضاء ، وحبها نبيل وعطفها دائم واحساسها صادق وعطاؤها بلا حدود .
وقيل ان نبل
الام عريق، وتضحياتها عظيمة ، وحلمها حكيم، وصبرها عميق ، وحرصها اكيد ، ولمستها ساحرة واخلاصها ثابت ، وحنانها معتق ، وبذلها لا تحده حدود .
كل هذا واكثر قيل في تمجيد الام ولقد كان يكفى ان يقال لها « أمي « فهذا النداء عندها اعلى مراتب التكريم واصدق معاني التمجيد ذلك لان « المرأة « حين تصبح « اماً « يكبر فيها القلب ، ويدفأ الحضن ويمتلئ الصدر حنانا والحياة حباً وتصير « الامومة « اصدق احساس ، بعدها يبدأ تاريخ من العطاء والحرص والاخلاص وتصبح الام انبل انسان ثم تبقى كذلك ، الا من كانت الامومة عليهن لعنة لم يقدرن على حفظ حقوقها ، فآثرت بيعها بثمن بخس ، ولعل مرد ذاك « جينة « خُلقية صادرت منهن الحب والعطف والحنان والصدق وقبله ربما الخلق . هكذا لم تكن الامومة رحمة نزلت اليهن من السماء .
ذلك ان الله تعالى حين اراد « حاضناً « لخلقه بعد آدم ، قدم « المرأة « على الرجل فكافأها على عنت الحمل بلقب « الام « ووهبها مشاعر « الامومة « فصارت بذلك اعز الناس وانبل الخلق واثمن بني البشر فهي حين تلج طريق الامومة لتحظى عند آخره بلقب « ام « تصبح اكثر بني البشر قيمة ذلك لانها عند هذا تحتضن روحاً اخرى الى جانب روحها هي تحمل روحين ، من هنا قدستها العقائد ووقرتها الانسانية ووضعتها البشرية جمعاء عند اعلى مراتب المشاعر الانسانية ، فالحب اصدقه من الام والاحساس اعمقه احساس الام والمشاعر انبلها مشاعر ام ، حملت امومتها « على وهن « فكافأها الله تعالى بأن « وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا * اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً « ومجدها الانبياء فقد نهر رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاءه يطلب منه السماح له بالجهاد وترك بر امه فقال عليه الصلاة والسلام له « ويحك الزم رجلها فثم الجنة « والمسيح عليه السلام قال : « وبر بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً « ثم يضيف رسول الله محمد بن عبد الله صلى عليه وسلم في حديثه الذي يبين فيه كيف ان الله تعالى لا يمهل من يعق والديه ويعجل له بالعقوبة في الدنيا حين قال علية الصلاة والسلام :» كل الذنوب يؤخر الله ما يشاء الى يوم القيامة الا عقوق الوالدين فان الله يعجله في الحياة قبل الممات « .
وعندما بحث افلاطون عن راحة نفسه بعد ان اعيته تصاريف الدنيا وفلسفات الحياة التي عايشها بعمق سبر خيرها وشرها ، فاكتشف حقيقة وقرت في وجدانه لخصها في قولة « لم اطمئن قط الا وانا في حضن امي « ، انه الحضن الذي لم يسأل يوماً ممن احتضنه جزاء ولا شكوراً . في الوقت الذي يعترف فيه ابراهام لنكولن الرئيس الاميركي بقوله « انا مدين لكل ما وصلت اليه من المجد لامي» في حين يرى جبران خليل جبران « ان اعظم ما تتفوه به البشرية كلها لفظة ام .
اما الكاتب المسرحي الانجليزي الشهير شكسبير الذي اذهل الدنيا في زمنه وما يزال ، فقد قال عبارته الجميلة « لا توجد في العالم وسادة انعم من حضن الام ولا وردة اجمل من تغرها» .
عندي ان حضن « امي « انعم ما ارحت فيه رأسي وابتسامة ثغرها « عبلة» اجمل ما راته عيناي من الورود .
ماذا عن احضان امهاتكم .. ماذا عن ابتساماتهن في يوم الام ، عودوا الى امهاتكم في يوم عيدهن واستجيبوا لامر ربكم واخفضوا لهن « جناح الذل من الرحمة « وبروهن دائماً وابداً .